الأربعاء، 2 نوفمبر 2011

الآثار الجانبية للشاى بالياسمين




لم تتوقع احزاب الشاى بالياسمين المشاركة فى موقعة التوقيعات الشهيرة مع سامى عنان أن نتائج مظاهر إبداء فروض الولاء والطاعة سوف تنتهى بهذه الطريقة الدرامية .

فقد اثبت المجلس العسكرى بأنه الماكر الأكبر الذى سخر من الماكرين الصغار الذين ارتضوا بدور الأنتهازى اليهودى الذى كان ملازما لأبطال مسرحيات شكسبير وزملاء عصره من الكتاب الأوربيين والذى كان دائما مايكون الخاسر, كما كان حال المرابى اليهودى شيلوك فى مسرحية تاجر البندقية .

كانت الصفعة هذه المرة قوية ومدوية فبعد أن استخدم عنان قوته الناعمة وقدراته الخارقه فى محاولة تنويم بطل رواية التوقعيات فى حين أن بطل الرواية هو من كان يعتقد انه الأذكى محاولا الوصول إلى مأربه فكانت المساومة التى أعمته عن إدراك ما يحاك له من مقالب عسكرية تستحق ان تدرس فى الاكاديميات الكوميدية .

كانت المساومة فى أن يوافق المجلس العسكرى على الغاء المادة الخامسة المعنية بالثلث الفردى الذى كان قد قُرر ان يكونوا من خارج الأحزاب مما أثار جنون الأخوة ووضعهم فى مأزقهم الحرج فما كان منهم الا الموافقة على كل شروط العسكر بما فيها وثيقة الشرف الدستورية التى لطالما تشنجوا وهم يهاجمونها بكل الطرق , ولكن ليس هناك مجال للرفض الآن طالما يتعلق الامر بعدد مغانمهم فى البرلمان , وتزيلت هذه الشروط ببند يمثل الكوميديا السوادء بعينها حيث كان التأييد الكامل والشامل على بياض لكل قرارات المجلس العسكرى ليفعلوا بالشعب المصري مايريدون من قتل وتعذيب وتنكيل ومحاكمات عسكرية باطلة وهو ما استمر وتكرر وتزايد فى الآونه الآخيرة والأخوة بالطبع يمثلون دور الأطرش فى الأفلام القديمه الذى لايسمع الا مايروق له فقط .

وعلى الرغم من الهجوم الضارى على الوثيقة والموقعين وتراجع بعضهم عن توقيعاته الا ان الأخوة الابطال ظلوا صامدين كالوحوش يدافعون ويبررون ويبررون ويعرضون النتائج المبهرة التى حلت على الشعب المصرى كرذاذ الأمطار بعد سنوات وسنوات من الجفاف . !

وجاءت الصفعة مبكرة ومباغته صفعت كل المصريين ولكنها عنت فى البداية الأخوة الابطال حيث إجتماع يتخلله الفلوليون يحمل بين طياته مبادىء دستورية تخرج لسانها لهم بأن دورهم فى مجلس الشعب ليس ذا قيمة فليسوا هم من سيضعون الدستور وليس لهم ان يناقشوا أى شيىء يتعلق بالجيش وسيكون الجيش هو حامى الدستور وسوف يكون هو صاحب السلطة الأكبر فى مصر فلن يكونوا إذن الا مجرد ديكور سوف يزين جنبات قاعة المجلس الأثرية والتى هى فى حاجة الى اعضاء اثريون كى تكتمل الصورة التعبيرية وها هم قد تكالبوا على حجز مقاعدهم دون ان يعوا انه قبل حجز المقاعد فلابد من إرساء القواعد .

وهاهم الآن يصرخون ببطلان اجتماع السلمى واتهامة بالالتفاف على مطالب الشعب المصرى !!! اين انتم من الشعب المصرى أليس ماوصل له الحال الآن هو من الآثار الجانبية لما تجرعتونه من الشاى بالياسمين كرها كنتم أو طائعين ؟؟

فما بالكم الآن تعترضون بعدما بعتم الغالى وهو الوطن وحقوق المصريين بالرخيص وهو حفنة من مقاعد لاتسمن ولا تغنى من جوع

فهنيئا لكم بمقاعدكم فقد ربح البيع
ربح المصريون بأن كشفتهم لهم أنفسكم


أحمد البطل
2/11/2011

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق