الجمعة، 14 يناير 2011

ومر من عمرى عام جديد

فى مثل هذا اليوم فى 11/1/84 كان اول لقاء بى مع هذه الدنيا كان اول نفس نستنشقه رئتاى من هوائها واول نقطة ضوء تقع عليها عيناى , استقبلتها باول صرخة تخرج من حنجرتى الضعيفة لا اعرف ان كانت صرخة فرح ام صرخة استنكار ام خوف من المجهول واستقبلتنى الدنيا ببعض الاصوات الغريبة التى وردت على اذنى لاول مرة .

لقد اتممت اليوم العام السابع بعد العشرين مرت علي ايامها بانتصارات وانكسارات افراح واحزان دموع وابتسامات افكار تسنحدث واخرى تندثر قناعات تنسخ بعضها البعض واخرى تتمم بعضها البعض, صداقات تبدأ واخرى تنزوى اعمال يتم تدشينها واخرى تنتهى

اتممت السابعة والعشرين ولا اعرف هل على ان افرح بذلك ام احزن ؟ هل احتفل ام اواسى نفسى , افكار تراودنى وتنازعنى لتسخر منى تارة وتهنئنى تارة تواسينى تارة فتنهال علي بالاسئلة المتكررة كلها تدور فى فلك حقيقة واحدة هل يكبر المرء كلما مرت عليه السنون ام يصغر؟

ولم اجد طوال هذه السنوات الا اجابة واحدة ان المرء بالفعل يصغر كلما مر عليه الوقت فقد اتممت اليوم 27 عاما مما قدره لى الله من عمر كم بقى لى من العمر؟؟ يوم يومان عشرة ايام عام عامين عشرة ؟؟ بالتأكيد هى ايام فى علم الله ولكنى كلما اتممت يوما من هذه الايام فانا انطلق فى طريقى الى النهايه , اذن فانا لا اكبر بل اصغر يقصر عمرى يوما بعد الاخر وهنا يبدأ الحوار الدائم والمستمر بينى وبين نفسى ما الذى فعلته فيما مضى من عمر ؟ فان كان هذا اليوم او هذا العام هو عامى الاخير هل انا راضى عما بلغت اليه ؟؟ هل انا راضى عن نفسى وعن اعمالى هل قمت بما يتوجب علي فعله خلال هذه السنوات الطويلة والتى مرت وكأنها لحظات ؟؟؟ هل رضيت ربى , نفسى ,من حولى ؟؟ ام اننى كنت جاحد بهذه النعمة وناكر لفضل الله علي هل كنت فعلا على صواب ؟؟ ام اننى كنت اقف دائما فى صفوف المخطئنين ؟؟ هل استحققت عمرى الذى عشته ام اننى لم استحق ان اعيش يوما واحدا على هذه الارض ؟؟
كلها افكار تستحوذ على تفكيرى كلما تفكرت وتدبرت الامر
كلما تتبعت شريط حياتى بما تشوبه من احداث وبما اكتنفت ايامى وقائع حول العالم لم اجد الا كوارث وحروب ودمار وكراهية فهل كان بامكانى انا اختار زمانى الذى اعيش فيه ام ان كل الازمنة فيها ما فيها من كوارث هل كان بامكانى ان اختار المكان الذى اعيش فيه ام ان كل الاماكن مليئة بالشرور وشياطين الانس والجن ؟ واعود لاسال نفسى مرة اخرى هل كنت انسانا صالحا ؟؟ ام شخصا شريرا ام اننى كنت ادعى الصلاح وانا لست كذلك ام اننى كنت شريرا وارتدى ثوب الصلاح او اريد ان اكون صالحا

وان لم اكن فما الذى فعلته لاثبت اننى صالحا ؟؟ هل حاولت تغيير ماحولى ومن حولى ام اننى كنت سلبيا ؟؟ وماالذى كنت اقدر ان اقوم به ولم افعل ؟؟؟

تعتصرنى الافكار وتخترق الاسئلة جنبات عقلى الذى امتلأ عن آخرة بكل الاخبار والاحداث فلم تفيدة بشيىء الا صراعات متوالية تكاد ان تفتك به

هى حقيقة واحدة التى توصلت اليها حتى الان هذه الحقيقة هى اننى اصغر كلما مر بى العمر فالايام هى التى تتجاوزنى ولست انا من اتجاوزها هى التى تلحق بى وتسبقنى وانا اكتفى بمشاهدتها وهى تمر من حولى دونما تعطينى حتى الفرصة فى التفكير مرة او مرتين فلا خيار ولا قدرة على استرجاع مافات من عمر

ولكن ما اعتقد انه الشيىء الوحيد الذى استطيع ان اقوم به هو الاستفادة مما فات لعلى احاول جاهدا ان افعل ما يجعلنى راضى عن نفسى واحاول جاهدااا ان افعل ما يرضى ربى فما الحياة الا منه وله فاسأله ان يهدينى الى الطريق الصحيح



هناك تعليقان (2):

  1. أهنئك على هذا المقال الرائع الذي وقعت عليه عن طريق صدفه لا اكثر
    صدفه قابلتني عندما بحثت في قوقل عن جمله " أتممت اليوم السابعه والعشرون "
    و كنت اشعر بالحزن لاني رغم هذا العمر لم المس اي تغيير ايجابي في حياتي
    لكن لما قرات جملتك " ان الحياة منه وله "
    شعرت ببعض الرضا

    ردحذف
  2. أهلا بيكى يافندم تشرفت بمرورك وتعليقك وسعيد بان تشعرك بعض كلماتى بالرضا حتى وان لم يكتمل فلا يوجد منا من يرضى رضاء كامل عن نفسه او غيره ولكن المهم ان يحرك فينا هذا الرضا طاقات لتحفزنا من اجل متابعة مسيرة الحياة وعدم الاستسلام للاحباط والسلبية
    اشكرك مرة اخرى واتمنى من الله ان تصلى يوما الى الرضا التام عن نفسك

    تحياتى

    ردحذف